السُكَّرْ

 




في عصرنا الجديد عصر التقدم والتقنية واندثار الطاعون وبعض الأوبئة


ظهرت لنا رفقة من أمراض العصر ،تلك الأدواء التي يقتل بعضها في صمت ، والآخر لا يحمل من اسمه ولا لونه شيئا داءان متلازمانمدمران فتاكان لأهم أعضاء الجسم وأجهزته.


السكر وارتفاع ضغط الدم , أتكلم هنا عن داء السكر وقد أحسن من سماه بهذا الاسم ليخفف شيئا من شديد وطأته ووقع ألمهوصدمته.


يتلازم مع مرض السكر أعراض ومضاعفات خطيرة مثل أمراض شرايين القلب  والشبكية في العين ذاهبا بنور الابصار معرجا علىالكليتين منتهيا بها لفشل ربما تطلب غسيل الدم ، مدمرا كذلك الأعصاب الحسية ذاهبا بالإحساس ذهابا لا ينتبه صاحبه للجروحالتي يتأخر التئامها ويدعو الجراثيم لغزوها مسببا لها الغرغينا التي ربما استلزمت بتر الأطراف .


كل ذلك كان بالإمكان تجاوزه ببرنامج رياضي وحياة صحية بعيدة عن الدعة والكسل والأكل القُمَّامي الغير مسؤول.


أتكلم هنا عن السكر من النوع الثاني المرتبط غالبا بمعدلات زيادة الوزن ومحيط الخصر ،


هذا السَّيل المتدفق من السكريات التي لا تحترق بالحركة ،والرياضة هذا السيل المتدفق أعيا وأتعب الانسولين هذا الهرمون الكامنفي جزر لانجرهانز في البنكرياس.


تسبح هذه السكريات في الدم على هيئة سكر سداسي جميل وهو مصدر الطاقة في الخلايا وتتشوق الخلايا له ولا غنى لها عنه لكنَّأبوابَ الخلايا دونه موصده ولا يدخل إليها إلا بعد أن يفتحَ الانسولين هذه الأبواب ،فبدونه تراه الخلايا ولا تستطعمه وربما تضورتجوعا وهو يسبح حولها


كالعيس في الهيجاء يقتلها الظمأ ….


والماء فوق ظهورها محمولُ


فمع ازدياد النهم على السكريات والتي لا يخلو منها عصير معلب أو بسكويت مغلف مع هذا الكم الضخم من السكريات يصبحالانسولين في شتات من أمره ،ويُنهكُ البنكرياس وجزره الخلابةُ التي لا تلبث أن تذبل وتشيخَ ، ويزداد الوزن وتمتلأ الأرداف وتبرزالبطن متشبعة بالدهون الحشوية .


هذه الخلايا الدهنية لا ترضى بالإنسولين وتصبح مقاومة له


ومن هنا يبدأ ارتفاع السكر في الدم ليرفع معه نسبة حدوث المضاعفات الخطيرة التي تكلمنا عنها ،،


فرفقا بجزر البنكرياس ،،،مارس رياضة اسبوعية ، ولتحرق الدهون الحشوية ،أكثر من الحضروات والألياف وابتعد ما استطعت عنالدهون المشبعة واستبدلها بغير المشبعة كزيت الزيتون , حافظ على قلبك وصحتك فالحياة جميلة لتحياها بصحة وعافية.


وأتركك مع هذا الحوار الشعري  مع  السكر:


يا سكرُ يكفيك تمادي


ما هذا الوضعُ المتمادي


يا سكر ما بالك قاسي


خلَّفتَ دموعاً ومآسي


يا سكر اسمك جذَّابُ


ولطعمك قد سال لعابُ


ما بالك لا تحمل إلاَّ


تعباً أسقاما أو كلَّا


أتلفتَ شراييناً عظمى


ألهبت المفصل والعظما


حتى الشبكية لم تسلمْ


وبنورِ العينْ لم تنعمْ


هذا من بعض مآسيكا


من ذا في البؤس يساويكا


نطقَ السكرُ بعد سكوتْ


نطق المنزعج المكبوتْ


مابالك تجعلني البلوى


ونسيت المطعم والحلوى


أنتم يا قوم كُسالا


ما صِرتمْ تعدونَ رجالا(١)


ما هذا الأكل القُمَّامي


والدُّهنُ المسكوبُ أمامي


أرهقتم جزرَ البنكرياسْ


ونخرتم فيه كل أساسْ


مهلاً يا قومُ حذارِ


من بأسِ الدَّاءِ الغدارِ


ابتدروا أكلا صحِّيا


ولتمشوا صبحا وعشِّيا


متعكم ربي بالصحة


وحماكم من خطر الذبحة (٢)


وواقكم من داء السكرْ


وسقاكم من نهر الكوثرْ


————————–


(١)رجالا : بمعنى راجلين على أقدامكم


(٢)الذبحة : المقصود الذبحة الصدرية الناتجة عن تضيق الشرايين التاجية



https://go.shr.lc/2Ubr8Pf



6 تعليقات

  1. جميلة تلك المعلومة الطبية المغلفة بلمسة أدبية جمالية .. جمعت بين المعلومة المادية و روعة الخيال القصصي... بسطت المعلومة للقارئ مع المتعة ..وهذا تميز في استخدام الفص الأيمن والأيسر من الدماغ بشكل متساوي الجانب المنطقي الرياضي والجانب الفني الخيالي قل من يستخدمها بتوازن
    أسأل الله العلي القدير أن ينفع بك

    ردحذف
  2. شكرا لك أفتخر بهذا التعليق المبارك الجميل الدافع للأمام ...وللمزيد

    ردحذف
  3. شكرا لك أفتخر بهذا التعليق المبارك الجميل الدافع للأمام ...وللمزيد

    ردحذف
  4. شكرا لك أفتخر بهذا التعليق المبارك الجميل الدافع للأمام ...وللمزيد

    ردحذف
  5. الإبداع قليل في وصف ماقرأت. سلمت يداك ونفع الله بك.

    ردحذف
  6. سلمت يداك

    ردحذف

إرسال تعليق