الأحلام


 



بعد صراع قصير الأمد مع أرق عنيد يتلاعبُ بعقلي 

 وأفكاري ونومٍ يفلتُ 

مني كعصفور طار من قفصه،  

وبعد ما أمسكتُ بالنوم أو أمسك هو بي ، ودخلت في مرحلته 

الأولى

 ، منطلقاً بعدها نحو مرحلة القاع وحركة العين السريعة ..

.وكأننيفي سباق مع الزمن في عالم زمانه مختلفٌ عن زماننا

 ربما تكون الدقيقة فيه ساعات طويلة


في عالم الأحلام والرؤى العجيب تسبح ُهناك في عالم آخر 

وكأنه كون جديد بأبعاد مختلفة ، 

الزمان بماضيه وحاضره هما وقت واحد،الزمن هناك ليس خطا 

مستقيما بل 

أشبه ما يكون  بالدائرة .

الأحلام ذلك العالم المُحَير الغريب الذي حير العلماء والفلاسفة

 والأطباء ..

في الأحلام هناك دور بارز وتأثير مباشر  للمعتقدات الدينية،

 وفي

 الآونة الأخيرة  أصبح للعلم التجريبي  أبحاثه وتفسيراته

عندما تستلم للنوم وكأنه يحقنك بأبرة مخدرة تتبعها حقنة 

مرخية للعضلات

 حتى لا تطبق ما تحلم به ، 

-(فتقفز من النافذة أو تضرب من هو بجوارك)

 ثم يكافئك بعدها  بشاشة سينمائية ثلاثية الأبعاد 

بجميع مؤثراتها الصوتيه والحركية

 ، تعيد لك ما يختزن في عقلك الباطن -وتجعل أحلام اليقظة المختزنة

 في خيالك وأحداث يومك-،

  تجعلها  أمام عينيك في عالم بين الحقيقة والخيال 

في عالم هو البرزخ الدنيوي ... 

الأحلام 

هل هي نافذة لعالم آخر؟  هل هي ثقب أسود يصلنا بكون آخر ؟

هل هي رسالة أو إلهام من السماء ؟ هل هي شريط ذكريات 

عشوائي 

يمزج بين ذكريات الماضي وصراع الحاضر وأمنيات المستقبل ؟ 

هل هي لقمة عيش ووجاهة لمن يدَّعون تفسير الأحلام

 والتنبُّؤَ بالمستقبل ؟ 

هل هي شخصية أخرى بداخل ذواتنا تتواصل 

مع نفسها

 في كون آخر من الأكوان السبعة ؟

هل هي بريد من نوع آخر يودع فيه الأموات الراحلون 

رسائلهم وصورهم 

من عالمهم لتصل إلى عالمنا ؟

هل يخضع تفسيرها لقانون معين ؟ أم هي إجتهاداتٌ 

وإلهاماتٌ

 يُلهَمُ بها البعض دون البعض 

، ودائما مايكون ذا سمتٍ ديني ؟ لماذاتكثر طلبات التفسير 

والتأويل للأحلام ؟

هل هي تنفيس لضغوطِ الحياة ومشاكلها المعقدة ؟

هل هو نوع من الهيستريا؟

 أم هو البحث عن الأمل والأحلام في تفسير الأحلام؟


هناك من يعلق نفسه ويبني حياته على عالم الأحلام ، 

بل ويتخذ القرارات المصيرية 

في حياته بناءً عليها ، ويعيش دهرا طويلا متعلقا بها 

متغافلا متكاسلا عن حياة حقيقية بين يديه

 .... يعيشُ في سبيل الأحلام  لا في سبيل الحياة ...

 والحياة جميلة بما فيها، 

وفيها ما فيها من تقلباتها ودوران الأيام ، هذه سنتها

 وطبيعتها.. 

وحياتك هو ما يرتسم في أفكارك، فكما قيل

 (حياتك من صُنْعِ أفكارك

أمنياتي بنوم هانئ وأحلام سعيدة ...

د/جعفر محمد

4 تعليقات

  1. فعلا النوم حالة سبحان الله عجيبة
    ربما تكون رسائل موتى لهم ولك تكون فيه أجوبة عن أمور وصعوبات لك وبشائر بالإضافة إلى فائدته الصحية

    ردحذف
  2. جمييل جداً

    ردحذف
  3. سلمت يداك

    ردحذف

إرسال تعليق