تأملت الفقاعة .. بشكلها الجميل ولونها الشفَّاف المَشُوبِ
بألوانِ قوس قزح , و عمرها المحدود من ولادتها
من رحم الدائرة إلى تلاشيها واختفائها ....
ذات مرة كنتُ على وشك أن أنْفُخ دائرةً بلاستيكية
مجوفةً يَتوسَّطُ التَّجويف هلامُ فقاعة
في بعدها الثاني و كأنَّها تتوارى من نفسها عن نفسها
لاتريد البعد الثالث , لا تريد أن تخرج لهذه الحياة.
كأنَّها جنينٌ أو كائنٌ في وضع سبات.
وفي خضوع لابتسامةِ طفلي وبرائته
ولهفة انتظاره,نفختُ تلك الفقاعةَ المتوارية
ودفعتُ بها للحياة.
تخرجُ الفقاعة الحزينة الشفافة
وتتلوها فقاعات صغيرةٌ متراصفةٌ
كتتابع أَجِنَّة فرس البحر .
الأطفال والفقاعة ؛:::
في نفخ الفقاعة للأطفال الكثيرُ من المرح والبهجة
هل لإنها خاويةٌ من الأحقاد والهموم كما الاطفال ؟؟
تطيرُ الفقاعةُ و تسبح في الهواء بلا أجنحة ،
تتهاوى ثم تتهاوى ثم تختفي بلا أثر
وربما بقيت متماسكة لثواني معدودة قبل
اختفائها, في مثال بائس
للتمسك بالحياة والتَشَبُّثِ بها رغم أنها
قصيرة وقصيرة جداً....
هل هناك أناسٌ أفكارهم وكلامهم وحديثهم
إنما هو فقاعات تتلوها فقعات
لا شيء في الحقيقة هناك سوى الفقاقيع
لا شيءَ سوى الجمال المبهر الخاوي المؤقت .....
في بعض الاحيان تتَجمَّعُ الفقاقيع مع بعضها
قبل تلاشيها ورحلتها للعدم وكأنَّها تقول
الموت مع الجماعة رحمة.
الفقاعة رفيقةٌ لك دوماً تراها ولا تلقي لها بالاً,
راقب ما حولك وستجدها حتما
تأملْتُها مرةً أخرى ونظمتُ فيها وبلسانها
هذهِ الأبيات؛
أياَ فُقَّاعةً تجري ...ولا تَدري بما يجري
تطيرُ بغير أَجنحةٍ ... كأبياتٍ من الشِّعرِ
رسالَتُها بأن تَبقى ...سليماً طَيَّبَ الصَّدْرِ
وأن تَرضى بما تَلقى ... بوجهٍ باسمِ الثَّغْرِ
وأن تَسعى لِما تسعى.. بتصميمٍ مع الصَّبرِ
ولا تجْزع ولا تيْأسْ .... فإِنَّ اليُسرْ مع العُسْر ِ
وكنْ عوْناً وكن سنداً…وكُنْ للأرضِ كالمطرِ
فعَمْرُكَ إِنْ نظرتَ له ...قصيرٌ في مدى العُمْرِ
اتسآل ويجذبني زبد البحر ...
هل هو الآخر فقاقيع بيضاء مهيبة تخلقها
الأمواج المتتابعة المتدافعة القادمة من أفقْ البحرالبعيد.
الفقاعةُ درس ولوحة لعمرنا المحدود ...
فعمرك محدودٌ جدا لايذكر بالنسبة لعمر الكون.
الفقاعة والزبد ... رسالةٌ بأن تكونَ بحراً ومحيطاً
لا زبداً أو فُقاعة.
نص رائع كتب بلغة موسيقية باذخة وبعمق فلسفي وروحي اخاذ لقد بدات فقاعتك كما تبدا كل فقاعة ، اما صدفة في يد بالغ يفرك يديه بالصابون فلا يعي ولا يبالي لأنه مشغول بالنظافة لا بتشكل الفقاعة او في يد طفل ينفخ في صور فمه فتتولد فقاعات يلهو بها ويلعب لكن فقاعتك كانت في تشكلها فنا و أدبًا وفِي نهايتها درسا وعظة لا عدمت تذره الرياح
ردحذفسلمت يداك❤️
ردحذفإرسال تعليق